2020م - 1444هـ
رغم أن الجرائم الوحشية ليست أمرًا نادرًا، فالتاريخ مليء بها إن لم نقل أنها تحدث حاليًا في شوارع وأزقة بعض المدن، فالمجرم ليس شخصًا غريبًا إنما هو الإنسان إن توفرت له ظروف مواتية لإظهار غريزته العدوانية، فبتعبير يونغ كل شخص يحتوي مجرمًا وقديسًا كما يحتوي على أنوثة وذكورة.
وما يهمنا هنا هو استعراض الوحشية : من صلب الزنادقة وحرق الساحرات إلى رجم الزناة وبث شرائط وصور الذبح والتقتيل، وسواء كانت هذه الأخيرة واقعية أو مُلفقة، فالأهم هو معرفة الدافع للقيام باستعراض العقاب. ما يأخدنا للحديث عن التهديد باعتباره لغة تخويف موجهة للكائن للحد من تصرفات معينة، وذلك بإخباره أو عرض العقوبة التي ستطاله.
ولزيادة توضيح هذا الأمر فلنسترجع قصص الملوك (سواء الواقعية أو الخرافية)، عندما يُزعج أحد الرعايا الملك أو يُغضبه فإنه يأمر فورًا بقتله دون تردد، لكنه يلتجىء للتهديد لدى دخوله في صراع مع ملك آخر بدل الأمر بالقتل فورًا. فما السبب ؟ إنه العجز، فقتل الملك لن يتم بالنفس السهولة، زيادة على أن البدء بفعل عدواني : إعلان عن حرب طرفين، وقد ينهزم الملك في الحرب (كاختبار) ويَظهر ضعفه حينذاك. لهذا يلتجأ الإنسان عند خوفه من المواجهة للتهديد كمحاولة لإخافة الخصم والسيطرة عليه، وبنفس الوقت إخفاء الخوف الداخلي. فالتهديد محاولة لكبح سلوك الآخر حتى لا يضعنا في موقف قد يكشف عن ضعفنا.
كتاب
الإنسان السادي يمكنك تحميله من خلال الضغط على الزر الموجود بالاسفل
بالزر الايمن و بعد ذلك حفظ كملف - Right click and choose Save File (Link) AS
يمكنك الاستمتاع بقراءة كتاب
الإنسان السادي اونلاين وعلى الموقع الخاص بنا من خلال الضغط على زر قراءة بالاسفل