2015م - 1444هـ
فقه الجمعة وأحكامها وفتاويه
نبذة عن موضوع الكتاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يا ملهم الصواب ، ومانح السداد ، ومنزل الكتاب لهدي العباد ، نسألك الإعانة والتيسير ، والهداية والرشاد ، إنك على كل شيء قدير، فاهدنا قويم النجاد ،
أما بعد فإني كاتب في هذه الأوراق اليسيرة ما يتعلق بصلاة الظهر بعد الجمعة كتابة
يرتفع بها ستار الأوهام ، وتنقشع عن وجه الحقيقة سحب الظلام ، مقيمًا على ذلك
البراهين القاطعة والحجج الواضحة الساطعة ، حتى ينجلي الصبح لذي عينين ، ويزول الغطاء والرين ، فتبدو الشمس من برجها مشرقة الوجه ، زاهرة الطلعة ، فلا يبقى حينئذ مقول لقائل ولا مجال لمعترض ، فالحق أحق أن يتبع ، وما الحقيقة إلا بنت البحث ، وما القصد من هذه السطور إلا إظهار الحق وتبيان الصدق ، ولا بد للحقيقة أن يعلو منارها ويشرق سناؤها ، فتغل كتائب الباطل وتزهق ، وتفشل أنصاره وتمحق ؛ وقد قال بعض أساتذتنا الأعلام : ( إنما بقاء الباطل في غفلة الحق عنه ) آخذًا هذا المعنى من قول الله سبحانه : بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ( الأنبياء : 18 ) وقوله جل ثناؤه : إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ( الإسراء : 81 ) .
والداعي لتحرير هذه الرسالة أن بعض خطباء المساجد في مدينتنا بيروت منع من صلاة الظهر بعد الجمعة في مسجده , فاعترض عليه بعض الفقهاء الشافعية , وحصل في المسألة أخذ ورد , وانقسم طلاب العلم على قسمين , فمنهم من يقول بمنعها , ومنهم من يقول بوجوبها أو سنيتها , ومضى على ذلك أشهر , والمسألة في ميدان البحث والانتقاد إلى أن ظهرت في هذه الأيام رسالة في الموضوع للشيخ المرحوم علي نور الدين الشبراملسي الشافعي حكى فها أقوال الشافعية في المسألة ، وحكم بأن صلاة الظهر بعد الجمعة مع التعدد إما واجبة مع التعدد لغير حاجة وإما سنة مع التعدد للحاجة ، وقد سعى في هذه الرسالة بعض المنتسبين للعلم وأغرى بعض المثرين بطبعها وتوزيعها على العوام مجانًا .
وقد جاء في مقدمة الساعي بطبعها من الانتقاد على الخطيب ما لا يحمد ذكره ،
فقد وصفه بأنه فرق كلمة الخاصة , وشوش أذهان العامة , ثم أتبع ذلك بقوله :
( ولا يخفى ما في ذلك من الضرر المبين حيث يؤدي إلى شق عصا المسلمين ) إلى
آخر ما قال . على حين أن العامة لم تشوش أفكارهم ولم تفرق كلمتهم ، وإنما تحزُّب بعض الفقهاء من أمثاله هو الذي نبه أفكار الخاصة وشتت أذهان العامة ، على أن هذه المسألة خاصة بالشافعية ومن وافقهم دون غيرهم من المسلمين ، فكيف
يقال أنه شق بعمله هذا عصا المسلمين وفرق كلمتهم . وإني متكلم في هذه المسألة على ثلاثة أبحاث : البحث الأول في الكلام على تعدد الجمعة . الثاني في الكلام على الظهر بعد الجمعة . الثالث في عرض المسألة على الكتاب والسنة .
كتاب
رسالة البدعة في صلاة الظهر بعد الجمعة
يمكنك تحميله من خلال الدخول الى صفحه التحميل من