2011م - 1444هـ
كتاب يثبت أن كل قيمة تحتاج إليها الأمم في إقامة حضاراتها قد جاء بها الإسلام، وأمر بها وحث عليها، وحذر من أضدادها، كما أن أي أمر محمود تفتقت عنه أذهان البشر في جميع أمورهم مما فيه صلاح أمرهم إلا والإسلام يدل عليه، أو يرشد إلى أصوله وقواعده.



الباحث حين ينظر في تاريخ الحضارات ويتأمل المكان الذي انطلقت منه هذه الحضارات يجد أن القاسم المشترك بينها كلها أنها قامت على شواطئ الأنهار أو سواحل البحار، فلا تقوم الحضارات إلا قريباَ من مصادر الماء، ولكن حينما تنظر في الحضارة الإسلامية تجد أنها انطلقت من مكة المكرمة وهي وادٍ غير ذي زرع، فلا ماء ولا نهر ولكن كان معها ما هو خير من الماء, إنه الوحي الإلهي وهذا الوحي هو بمثابة روح للحياة وللأحياء، قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾ [الشورى: 52، 53]