الشفق يؤذن باقتراب الليل وندف كبيرة من الثلج تتطاير فى بطء حول مصابيح الطريق التى أضاءت لتوها ، وتكسو القوف وظهور الخيل والأكتاف وأغطية الرؤوس بطبقة رفيعة ناعمة ، وقائد الزحافة " أيونا يوتابوف " أبيض من قمة رأسه إلى قدمية أبيض كالشبح ، يجلس على مقعد القيادة دون أن يتحرك منحنى كأقصى ما يستطيع الجسد البشرى أن ينحنى ،ويبدو أنه لو تساقط عليه تيار ثلجى منتظم لما فكر حتى إذ ذاك فى ضرورة إزاحة الثلج عن جسده ، ومهرته الصغيرة بيضاء وساكنة أيضاً ، وهى تبدو بسكونها وبحدة خطوط جسمها وبقوائمها الرفيعة التى تشبه العصا فى استقامتها أشبه ما تكون بلعبة من لعب الأطفال .