للمناظرة والجدَلِ آفات لا نُريد أن نعرضَ لها في هذا المقال، ومن أراد تفصيل هذه الآفات فلْيرجع إلى (إحياء علوم الدين)؛ فإنه لم يتركْ في بيانها والكشف عنها قولًا لقائل، وإنما الذي نُريد أن نعرضَه هو الغرض مِن البحث وأصول الآداب التي تُراعي فيه إرشادًا للعامة، وتذكرة للخاصة، والله يهدي مَن يشاء إلى صراط مستقيم.
إن الغرض مِن البحث والمناظرة والمراجعة والمحاورة[1] إنما هو الوصول إلى الحق، فمتى استبان الحق وظهَر، فالجدال فيه معاندة ومكابرة، وآفةُ الباحث أن يظنَّ ظهور الحق على يد مناظره هزيمةً له، وحقارةً لشأنه، ولو تأمل قليلًا لأيقن أن الخضوعَ للحق نُبلٌ وفضلٌ، وأنَّ المجادلة فيه سفَه وجهل، ولا يزال الناس على توالي العصور يَذْكُرون بالإعجاب موقفَ عمر رضي الله عنه مِن المرأة التي ردتْ عليه لما نهى عن التغالي في المهور، ولم يكتفِ رضي الله عنه بالرجوع إلى الحق، بل أعلن خطأه وإصابة المرأة على رؤوس الأشهاد؛ إذ قال: أخطأ عمر، وأصابت المرأة! وكان في وسعه أن يُسكتها بقوة بيانه، أو بصولة سلطانه، وإذًا لَمَا سُجِّلت له هذه المنقبة الجليلة والمأثرة النبيلة.
ولقد كان الصحابة والتابعون رضي الله عنهم يختلفون فيتشاورون، وسرعان ما يرجع أحدهم إلى الحق غير مبالٍ على يد مَن ظَهَر
قراءة كلمة في البحث والمناظرة اونلاين
تحميل كتاب كلمة في البحث والمناظرة
كتاب كلمة في البحث والمناظرة
يمكنك تحميله من خلال الدخول الى صفحه التحميل من
يمكنك الابلاغ عن الكتاب بناء على احد الاسباب التاليه
1 - الابلاغ بخصوص حقوق النشر والطباعه
2 - رابط مشاهد او تحميل لا يعمل
وستقوم الادارة بالمراجعه و اتخاذ الاجراءات اللازمه ,
وفي حالة وجود اي استفسار اخر يمكنك الاتصال بنا