2018م - 1444هـ
نبذة عن الكتاب :



النصيحة المهنية الأكثر شيوعًا التي يسمعها الشباب الأمريكيون من آبائهم، هي: يمكنك أن تصبح أي شيء تريده، وتعقبها حتمًا جملة: إذا حاولت بالقدر الكافي.



لا تأخذ هذه النصيحة حرفيًّا، ولا ينبغي لأحد أن يأخذها كذلك؛ ففي نهاية المطاف ستواجه قيودًا على أحلامك. ومن أكثر الأقوال شيوعًا في برنامج تليفزيون الواقع شارك تانك الخاص بطرح الفرص الاستثمارية على المستثمرين الكبار، الذين يُطلَق عليهم "سمك القرش": "أي هدف بلا جدول زمني هو مجرد حلم"، وهناك بعض القيود التي تفرضها علينا السمات الجسمانية؛ فعلى سبيل المثال، لا يمكن أبدًا أن تطلب من مصارع السومو أن يصبح فارس سباق، وهناك كذلك أسباب أخرى خاصة بالمكان الذي تعيش فيه، أو أسباب شديدة البساطة مثل الأسباب الجغرافية؛ فمن الصعب مثلًا أن يصبح الفرد متزلجًا عالميًّا، ما لم يعش بالقرب من الجليد، وبعض الأسباب نفرضها نحن على أنفسنا، وذلك عندما لا نحاول بالقدر الكافي أن نحقق أحلامنا.



ولا يُعد الطريق الذي نتبعه جميعًا تجاه النجاح - بصرف النظر عن المسمى الذي نطلقه عليه - سهلًا كما في جملة: فقط، حاول بالقدر الكافي، ولم يكن كذلك قط، فالأمور ليست بسيطة، ولم تكن كذلك يومًا، ولكن إحدى أكبر العقبات التي نواجهها في هذه الرحلة قد جرى تحديدها بسهولة، ونستطيع أن نتعلم كيفية التعامل معها، على الرغم من كل ما قد نؤمن به في هذا السياق.



إن هذه العقبة هي البيع والتسويق، بيع خدماتك أو منتجك، وتسويق أحلامك للآخرين، حتى تسويق نفسك لنفسك، وهو العمل الذي يمكن أن يكون هو الأكثر صعوبةً على الإطلاق بالنسبة إلى بعض الناس.

هل تؤمن بقدرتك على أن تكون أي شيء تريده؟ حظًّا سعيدًا في ذلك. ولكن سواء أنجحت في أن تصبح ما تريد أم فشلت في ذلك، فإن المهارة التي تحتاج إليها أكثر من غيرها هي فهم أساسيات البيع، وتقدير جميع الوسائل التي تستطيع أن تستفيد بها منه.



وذلك مدى الحياة.

بصرف النظر عن طبيعة ما تريد أن تحققه أو أن تصير إليه، تُعدُّ القدرة على بيع كل شيء وتسويقه - بما في ذلك تسويق نفسك - إحدى أكثر المواهب التي تكتسبها في الحياة فائدةً. لماذا؟ لأنها مهارة عامة، ومن الصعب تخيُّل وجود مجال في الحياة لم يستفد من معرفة مهارات إبرام صفقات البيع وممارستها.