2022م - 1444هـ
هذا الكتاب هو دعوة لكل من أثقلت الهموم والصعاب كاهله، ولكل من رمته الأقدار في دوامة من التحديات التي يشعر أن لا مخرج منها، وإلى كل من فقد الرفيق والمعين في درب سيره الطويل، أن يبتسم في وجه الصعاب، وأن يتحلى بالروح الإيجابية، وأن يواجه التحديات بالعمل؛ لأنه الاستجابة الأفضل، والطريق الأقصر للخروج من المآسي والصعاب.



وللتدليل على ذلك، قمنا بدراسة سير العديد من الأشخاص، الذين بادروا الى العمل وهم في أشد المواقف، فكانت النتيجة إحداث تغييرات إيجابية كبيرة، على الرغم من المآسي التي مروا بها مثل دمار الحروب أو قسوة العبودية أو الأوضاع الاقتصادية أو ظلمات السجون.. وأن تلك الأوضاع -مهما كانت شدتها- فلا يمكن مقارنتها بمعاناة السيدة مريم -عليها سلام الله- عندما جاءها الأمر، وهي في أشد حالات الضعف والتعب الجسدي والنفسي، "وهزي إليكِ بجذع النخلة".



عنوان الكتاب ورسالته هي مواجهة الصعاب والمحن بالعمل، التي هي مادة الفصل الأول، التي تحتوي على موضوع: "وهزي إليك بجذع النخلة"، مع قصتين حول الموضوع نفسه. الفصول التالية تحتوي على مواضيع تتناول قصص وتجارب من قلب المحن لأفراد ومجتمعات استطاعت أن تحول تلك المحن إلى منح؛ فيشرح بعض التجارب حول الإعمار بعد دمار الحروب، مثل إعادة بناء هيروشيما بعد ضربها بأول قنبلة نووية، وكذلك تجربة مدينة ناغاساكي التي ضربت بالقنبلة الذرية الثانية، بالإضافة إلى قصة المائة كيس أرز من مرحلة إعادة إعمار اليابان بعد الحرب الأهلية. ويتناول الكتاب أهمية الاستثمار في العنصر البشري، من خلال دراسة سيرة أُمّ ربيعة الرأي، ومدرسة النجاة الأهلية في الزبير. كما خصص فصلا لتجارب أفراد عانوا من محنة السجن لفترات طويلة، واستطاعوا أن يحولوا تلك التجارب الصعبة إلى نقطة انطلاق نحو الريادة.