2022م - 1444هـ
يقول المؤلف: فالمقصود بهذا الكتاب هو دراسة فقهية للعروة الوثقى ، وذلك ببيان الأسس النظرية للإيمان والمعصية والبدعة والكفر ، وبيان جملة من الأحكام العملية المتعلقة بها ، وهي حصيلة سنوات قضيت ما يسر الله تعالى منها في جمع أدلة هذه المباحث من القرآن والسنة ، ومما استدل به العلماء في كتب العقائد والتفسير وغيرها ، مع العناية بادوات فهم النصوص والإستنباط منها ، كي يكون الإستدلال على بصيرة وليس مجرد تقليد ولا مسايرة التيار او مذهب..



وقد توسعت في أصل الكتاب ( فقه الإيمان ) ثم بعد تنقيحه في المواضع التي يشتد فيها الخلاف او المواضع التي يترتب على اخطا فيها مقاسات كبيرة . وسيجد القارئ إن شاء الله تعالى توسعة مقيدة وتنقيحات كثيرة في فصل البدعة وما يتصل بها ، ثم في مسائل التكفير والمنافقين ثم في فصل قطع الولاية بين المؤمن والكافر وفي بيان العلاقات بين المسلم والكافر ، و كان في الطبعنين السابقتين مبحث في التدرج ومبحث آخر في التقية ، وبعد تنقیح المبحثين قمت بنقلها إلى كتاب (المتطلق في فقه العمل) لما رأيته من التجانس بين المضامين وقد مثلت ببعض الأمثلة التأريخية ، كمنكري الزكاة في عهد أبي بكر به ، والخوارج الأوائل وقدماء الجهمية ، وليس المقصود إعادة إنتاج النزاع الفكري القديم ، ولكني على يقين أن التاريخ مفيد جدا للإعتبار وللتوجه إلى المستقبل ..



والمنهج في البحث عن الحق هو اتباع القرآن والسنة بصرف النظر عن موافقة او مخالفة هذا التيار او ذاك ، فأرجو من الله تعالى أن أكون قد وفقت إلى ذلك .



ومن أعظم منافع هذا المنهج أن السبق في فهم القرآن والسنة لا ينقطع أبدا إلى يوم القيامة ، لأن القرآن العظيم لا تنضب معانيه ولا تنفد فوائده ، ألا ترى أنه ما من عالم يقتدى به إلا وقد سبق إلى استخراج بعض ما لا يعرف عن غيره من فوائد القرآن والسنة ، قتال كل واحد منهم درجة السبق على قدر ما حصل له من ذلك .





وكان اسم الكتاب في الطبعثين السابقتين: فقه الإبمان ، وأما هذه الطبعة فقد دخل عليها كثير من التنقيح والإضافات المهمة ، مما يقتضي بعض التغيير في الإسم ، فأطلقت على الكتاب اسم ثمار التنقيح على فقه الإيمان.