2019م - 1444هـ




انطلاقة كبيرة شهدتها ساحة العمل الخيري في المملكة في السنوات الأخيرة تمثلت في توسع عددي ‏ونوعي للجمعيات الأهلية التي تشرف عليها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ساهمت هذه الجمعيات ‏الأهلية بجهد تنموي كبير وأصبحت رقماً صعبا في المسيرة التنموية للمملكة، وقد اعتمدت هذه ‏الجمعيات في عملها الخيري على الدعم المالي الكبير الذي يقدمه أفراد المجتمع ومؤسساته.‏



ومع توسع أعمال هذه الجمعيات أدرك القائمون عليها أن اعتمادها في تمويل أنشطتها على مصادر غير ‏ثابتة خطأ استراتيجي يهدد بقاء هذه الجمعيات واستمرار عطائها ولذا اتجهت الأنظار الى البحث عن ‏مصادر دخل ثابتة تكون ضماناً بعد توفيق الله لديمومة هذه الجمعيات وديمومة عطائها فكانت الأوقاف ‏أحد أهم الخيارات الاستراتيجية وبدأ القائمون على هذه الجمعيات في البحث عن أوقاف خيرية ووضعت ‏الخطط الاستراتيجية لإيجاد هذه الأوقاف والتوسع فيها بما يحقق أهدافها ويوفر لها سيولة نقدية لتنفيذ ‏برامجها وأنشطتها حسب الأهداف المرسومة وأثمرت هذه الجهود عن وجود العديد من الأوقاف الخيرية ‏وتنافست الجمعيات في هذا المجال وتعددت الأوقاف وتنوعت في أعيانها ومصارفها ومناطقها.‏



من هذا المنطلق كان من الضروري العمل على إيجاد دليل ارشادي لأوقاف الجمعيات الأهلية يتضمن ‏مجموعة من المبادئ التوجيهية ويكون معيناً لهذه الجمعيات في تأسيس الأوقاف وتنظيمها وضمان ‏استمرار نموها فكان هذا الدليل.