2017م - 1444هـ
تنوعت الكتابات العربية وتشعبت ألوانا عدة ، وأصنافاً تتلائم مع مقصود ومايحتاجه المتلقي من ألفاظٍ ومعانٍ لتصل لذهنه الفكرة المنشودة فمن ذلك الكتابة بسيطة الصياغة ، والتي تصلح لوصف غرضٍ محدد ، ككتابة المهارق التي تصف العهود والمواثيق ، والصكوك ، والكتابات السياسية وغيرها . والكتابة الفنية الإبداعية التي اهتم بها الكتاب والأدباء والتي تتصف بالبلاغة والجمال وحسن الوصف ممزوجاً بالمشاعروالأحاسيس . والكتابة غير الفنية كانت نوعاً ولد من رحم هذا العصر الحديث لحوجة الناس إليها ، كأختيار الجمل القصيرة والواضحة والكتابة بصيغة المبني للمعلوم وغيرها ، وربما اضاف شيئاً من الألفاظ العامية أو اشار إليها ضمنا ، وكذلك الكتابات المندرجة تحت الكلمات ذات الأصل الأجنبي ولكنها قد تلفظ عربية يعرفها الكل ويستخدمونها في حياتهم اللغوية ككلمة تلفون وماشابهها من كلمات أخر .

ومن جميع ماذكر من اختلاف أعلاه جاء هذا الكتاب ، الذي يحمل بين دفتيه كلمات جالت بخاطري ذات حنين وشتاء ، كانت تجئ تارة حاملة معها ألام الأمة الإسلامية ومانراه من وهنّ وخورٍ وضعف فيها ، ثم وكأني أحاول أن أنساها أو اتناسها بالاستئناس بذكر مايشفي القلب من حبٍ ،ووجدٍ فتجدني فجأة قد أنتقلت من وجهة ألم إلي أتجاه العشق ، كالذي فقد وجهتة وإتجاهه المتبع ، وهذا تماماً الضلال الذي أقصد . ولما كان القلم أداة الكتابة منذ فجر الوعي الإنساني (الذي علم بالقلم) أدرجته لضلال الوجهة في الكتاب فصار .