2017م - 1444هـ
كارل هينريش بيكر كتيب صغير، ومركز يحلل رمزية المنبر وعصا الخطيب في الإسلام ويرى أنها تطورت عن كرسي القاضي وترمز في الإسلام إلى سلطة الحاكم الجالس والناس قيام وعصاه ترمز للقوة والقضاء والحكم وكيف أن الأمويين تلاعبوا بهذه الرمزيات..



من بين الاشياء المختلفة التي تلعب اليوم دوراً في شعائر العبادة في المسجد، كامنبر والمحراب والدكة وحوض الماء… الخ. لا يعود الى زمن النبي محمد (ص) إلا المنبر. لا بل إنني اعتبره اقدم من المسجد نفسه، وعلى ايّ حال اقدم من شعائر صلاة الجمعة.



اما المحراب الذي أدخل الى كل مسجد فيعتبره حتى الفقهاء المسلمون اللاحقون بدعة، ولذلك ينسب الى عمر الثاني لانه لم يكن من الممكن إعادته الى النبي محمد (ص). إلا ان الامر مختلف كلياً بالنسبة الى المنبر، الذي يُعّد منشأة اقرّها النبي (ص )، وإن كان ليس بالشكل الشائع اليوم.



في بادىء الامر يجب ان نتحرر ممّا جاء في الاحاديث العربية المنقولة التي تقول بان جميع الشعائر الدينية الحالية تعود الى النبي محمد (ص ) وان النبي (ص ) قد القى من على منبره- تماماً كما يفعل الخطيب اليوم- خطبتيه المعروفتين.



ونحن لا نعرف تقريباً اي شيء عن نشوء شعائر العبادة الاسلامية، ولا يجب بأي حال ان ننساق وراء المعرفة المزعومة للفقهاء المسلمين. ولذلك سيكون من المناسب ان تبدأ بمسألة جزئية ونبحث عن غرض وطبيعة ما يُسمّى ((المنبر))