2016م - 1444هـ
نبذة من الرواية:
شيئًا فشيئًا عاد إليه وعيه، شعر بالدغدغة تسبح في جسده الغارق في الفراش الوثير، حرك جسده ببطء، تمطى، شعر بالألم يمزق كتفه الأيمن، توقف، تأوه، أسرعت يده لموضع الألم، فتح عينيه، تأمل الثريا الضخمة التي تتكبد سقف الغرفة المترامية الأطراف، حاول عد الكريستالات المدلاة منها، اعتصر ذاكرته، اكتنف عقله دوار خفيف، تذكر اللحظات الأخيرة، الوخز، السقطة، لا يتذكر شيئًا آخر.
"لم أكن أعلم أن الجنة هكذا"
جال ببصره، وقف عند المرآة المصقولة الضخمة ذات البرواز الذهبي، تصاعد أنين الجرح، تأوه بصوت مسموع.
"ولكن الموتى لا يشعرون بالألم"
وصلت لمسامع (نابغ) صوت الآهات، اقتحم الغرفة، ابتسم وتنفس الصعداء عندما رأى (عادل) واقفًا على قدميه تشي انقباضات وجهة بما يعتريه من ألم، وقع بصر(عادل) عليه، سأله عما حدث، ألقى (نابغ) نفسه على أقرب مقعد، سحب نفسًا عميقًا، تمطى بنشوة وقال:
- ظننت أننا سنفقدك.
هب (نابغ) من مكانة، أمسك (عادل) من يده، سحبه للشرفة الكبيرة، أشار للجموع الواقفة على باب القصر تدعو له بالشفاء، هللوا عند رؤيته، زغردت النساء ، رقصوا، طالبه بالتلويح ببطء، رأوا يده السليمة تلوح، صرخوا فرحًا، سقط بعضهم مغشيًّا عليه من الفرح، بصوت خفيض سأل بدهشة عما حدث، هل هذا لأجله؟
لن يصدق مهما أقسموا.
"ماذا حدث يا(نابغ)؟ ماذا حدث؟".
بصوت جهوري طالبهم (نابغ) بالتزام الصمت قليلًا، سكت هنيهة ثم أردف قائلًا:
- الزعيم متعب، يحتاج للراحة، يستميحكم عذرًا في تركه الليلة، سيخرج إليكم غدًا، ليرى رغباتكم.
هللوا، هتفوا للزعيم، طالبوه بالراحة فهم يحتاجون إليه، ارتفعت أصوات من بين الجموع تطالبهم بالعودة لمنازلهم ليؤجلوا كل شيء للغد، دلف (نابغ) و (عادل) للداخل بعد انصراف آخر شخص في الضيعة، جلسا متقابلين، ابتسم (عادل)، بدهشة تساءل عما حدث، ابتسم (نابغ)، وقال شاردًا:
- آه.. أتوق للقليل من الراح
يمكنك الاستمتاع بقراءة كتاب
رواية المدينة التائهة
اونلاين وعلى الموقع الخاص بنا من خلال الضغط على زر قراءة بالاسفل
كتاب
رواية المدينة التائهة
يمكنك تحميله من خلال الدخول الى صفحه التحميل من