2016م - 1444هـ
هل بإمكاننا التوصل إلى تاريخ خاص بالكذب من حيث هو كذلك؟ وهل بإمكاننا العمل على تشكيل تاريخ تفكيكي للتعارض القائم بين الصدق والكذب ؟دراسة أراد من خلالها ديريدا الوصول إلى جينيالوجيا تفكيكية لمفهوم الكذب . من منطلق المسؤليات الأخلاقية والقانونية والسياسية ، مع عدم إغفاله النظر لدور العقل النظري والعقل العملي، وأثر الكينونة والوعي واللاوعي.يتكئ في دراسته هذه على فحص مختلف النظريات التقليدية المتعلقة بالكذب منذ أفلاطون وأغسطين وروسو حتى كانط، بل وحتى حنة آرندت ، وذلك على أوجه الاختلاف الموجودة بين المفكرين . مع افتراضه بوحود علاقة جوهرية بين الكذب والقصدية. كما أفرد مساحة شاسعة لإشكالية أو جدلية الكذب على الذات "و يرجع اهتمامه بهذه النقطة بالذات إلى المكانة المحورية التي احتلتها في كتابات حنة آرندت "*؛ اذ يؤكد باستحالة الكذب على الذات، و يتساءل : كيف يمكن الكذب على الذات من دون اعتبارها بمثابة آخر مستقل؟الكتاب يثير الكثير من الأسئلة في الفكر والنفس ويدعو للتأمل في الكذب وممارساته الواعية واللاواعية.لابد من الإشارة بأن المادة التي ضمها الكتاب عبارة محاضرة ألقاها جاك ديريدا في المعهد الدولي للفلسفة / باريس 1997 . وهي صياغة مختصرة لبحوث ألقاها في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في باريس خلال الموسم الجامعي 1994-1995 بعنوان "مسائلة المسؤولية" إضافة الى دراسة وافية حول مفهوم الكذب .