2015م - 1444هـ العنوان : الإجراءات عندما تكون الجريمة في حالة تلبس
المؤلف : المحامي
نبذة عن الكتاب :
الإجراءات عندما تكون الجريمة في حالة تلبس
التلبس له طبيعة عينية ينصب على الجريمة ذاتها وليس على فاعلها، لذلك نقول الجريمة في حالة تلبس وليس المجرم متلبساً بجريمته([1]).
وكل جريمة تمر بحالة تلبس إنما قد تكون مشهودة، أو غير مشهودة، ويكون الكشف عنها إما بالرؤيا أو السماع أو الشم، شريطة أن يكون ذلك مصادفة دون تجسس من جانب مأمور الضبط الجنائي، لأن كل ما بُني على باطل فهو باطل، وهذا هو مبدأ الشريعة الإسلامية الذي ارتكز عليه نظام الاجراءات الجزائية السعودي، قال تعال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا...{12})( الحجرات)، "وروي أن عمر رضي الله عنه كان يعس بالمدينة من الليل فسمع صوت رجل في بيتٍ يتغنى فتسور عليه فوجد عنده امرأة وعنده خمر، فقال: يا عدو الله أظننت أن الله يسترك وأنت على معصية، فقال: وأنت يا أمير المؤمنين فلا تعجل، فإن كنت قد عصيت الله واحدة فقد عصيت الله ثلاثاً، قال تعالى}وَلَا تَجَسَّسُوا{12}{ وقد تجسست، وقال الله تعالى }وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {189}{(البقرة) وقد تسورت علي، وقد قال الله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {27}{ (النور)، وقد دخلت بيتي بغير إذن ولا سلام، فقال عمر رضي الله عنه، هل عندك من خير إن عفوت عنك؟ قال: نعم والله يا أمير المؤمنين لئن عفوت عني لا أعود إلى مثلها أبداً فعفا عنه وخرج وتركه"
[2])، وما كان لعمر رضي الله عنه ليعفو عن حد من حدود الله لولا إدراكه بأن الكشف عنه كان بطريق غير مشروع، وقد جاء في المادة الأولى من نظام الإجراءات الجزائية، والمادة الأولى من نظام المرافعات الشرعية نصاً يقضي أن تطبق أحكام الشريعة الإسلامية على جميع القضايا المنظورة وفقاً لما دل عليه الكتاب والسنة وما يسنه ولي الأمر من أنظمة لا تتعارض مع أحكامهما([3]).
يمكنك تحميله من خلال الدخول الى صفحه التحميل من