2014م - 1444هـ
أدى التطور الذي شهدته معظم دول العالم, إضافة لزيادة عدد السكان وارتفاع مستوى المعيشة إلى ارتفاع ملحوظ في الطلب على المياه حيث بات النقص في موارد المياه العذبة مشكلة تشغل بال المختصين و صناع القرار كونها تؤثر على العجز المائي و لاسيما في توفير مياه الشرب )أساس الحياة( إضافة الى متطلبات أخرى كالزراعة و الصناعة و الإنتاج مما دعا الى البحث عن حلول أخرى ممكنة و متيسرة. ورغم أن بعض الدول لاتعاني من هذه المشكلة بسبب تنوع مصادر المياه التقليدية فيها ووجود هذه المياه بكميات تفي بالطلب إلا أن توزيع المياه الصالحة للاستعمال على سطح الكرة الأرضية ليس متساويا . الأمر الذي أدى إلى التفكير في تنويع مصادر المياه واستغلال أكبر كمية ممكنة منها بشتى الطرق لتلافي الفجوة ما بين الكميات المتوفرة من المياه والطلب الفعلي عليها. وتعد إعادة استعمال مياه الصرف الصحي المعالجة من

طرق استغلال المياه التي تلاقي قبولا ملحوظا في الاونة الاخيرة.

ويساهم استعمال مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة أو أي استعمالات أخرى إلى توفير في المياه العذبة والتوسع في المساحات الزراعية لانتاج محاصيل متنوعة وبسعر أقل كما يؤدي أيضا إلى التقليل من التكاليف المتعلقة بإنتاج واستيراد واستعمال الأسمدة بسبب وجود العناصر الضرورية للنبات في تلك المياه والتقليل من تكاليف الحصول على المياه في الزراعة خاصة إذا كانت مصادر تلك المياه جوفية. وبسبب وجود أنواع مختلفة من الفيروسات والبكتيريا وغيرها في مياه الصرف الصحي إضافة إلى تراكيز عالية من المواد الكيميائية و العضوية التي لا تتم إزالتها في مراحل المعالجة المختلفة الأمر الذي قد يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية و المحاصيل الزراعية و بالتالي يؤثر سلبا على صحة الإنسان.