2014م - 1444هـ
كثرت في العصر الحديث الأبحاث حول تاريخ أوربا في العصور الوسطى، وتناولت هذه الأبحاث الشؤون السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والعسكرية، وتحدثت عن تطور مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية، غير أنها لم تركز على الجوانب المظلمة من هذه الشؤون، وقليلاً ما وقفت عند القيم والمثل الأخلاقية الإنسانية مما شكل ثغرة واسعة.
وحديثاً حاولت الباحثة هيلين إيلربي سد هذه الثغرة، في كتابها "الجانب المظلم في التاريخ المسيحي"، الذي ترجمته من الإنكليزية، وأقدم له اليوم، وتعيش الكاتبة الآن في أمريكا، لكنها كانت قد ولدت في بيروت، ونشأت في المملكة العربية السعودية، وأمضت بعضاً من حياتها في ألمانيا وجاء ذلك بعد إكمالها لدراستها الجامعية.
وهذا الكتاب وثيقة بالغة الخطورة والأهمية، فيها تصوير علمي موثق لدور الكنيسة الكاثوليكية في الحياة الأوروبية، منذ العصور الوسطى حتى العصر الحديث، وهو دور نتج عن ظلام الشرك، وعلى هذا الأساس نمتلك شهادة لا تدحض على أن أوربا حرمت من الأخلاق والسعادة والهداية، وتخبطت بالظلام نتيجة لما حدث في معركة بلاط الشهداء، وسوف تظل هكذا ومعها الإنسانية، ما لم تعتنق الإسلام، لأن الدين عند الله الإسلام، ولا يصلح زمان ولا مكان بدون الإسلام.
وتطرقت الباحثة في كتابها الموثق إلى تطور تاريخ المسيحية، وليتها تعمقت فبحثت فيما ألم بالمسيحية منذ أن قام شاول اليهودي بإعادة صياغتها، فأبعدها عن جوهر التوحيد، وأغرقها بالغنوصية المتهودة فجعلها ديانة باطنية تأويلية، ومع ذلك فإن حديثها عن تدوين الأناجيل الأربعة، واعتماد هذه الأناجيل من قبل مجمع نيقية عام 325م مهم وواضح، فقد ترأس هذا المجمع الإمبراطور قسطنطين الكبير، وكان ما يزال وثنياً، فجعل من المسيحية أداة من أدوات العمل السياسي، ومطية لأهواء الساسة ومطامعهم، وأسهمت أمة هيلانه بعد ذلك في إكمال مشروعه حين وضعت أسس طقوس المسيحية خاصة ما تعلق بالتثليث وعبادة الصليب.
يمكنك الاستمتاع بقراءة كتاب
الجانب المظلم في التاريخ المسيحي
اونلاين وعلى الموقع الخاص بنا من خلال الضغط على زر قراءة بالاسفل
كتاب
الجانب المظلم في التاريخ المسيحي
يمكنك تحميله من خلال الدخول الى صفحه التحميل من