2014م - 1444هـ
تضمن كتاب (الفلسفة في فكر ابن تيمية: جدل النص والتاريخ) للدكتور احمد محمد سالم والصادر حديثا عن سلسلة كتاب المجلة العربية، جملة من القضايا والموضوعات التي تعاين قراءة مواقف ورؤى ابن تيمية تجاه انتاجات وجهود الفلاسفة المسلمين وما سبقهم من فلاسفة الاغريق.



يعرض الكتاب مواقف ابن تيمية من خلال بعض نصوصه في اطلاق احكامه على الفلسفة اليونانية من خلال الواقع التاريخي للمجتمع الاسلامي في تلك الفترة حيث يكشف ايضا حدود العلاقة بين نصوص ابن تيمية وحركة التاريخ ودور التاريخ في تشكيل نصه ومواقفه ازاء الفلسفة الاسلامية واليونانية.



يقدم الكتاب قراءة جديدة الى مجموعة الدراسات التي ناقشت افكار ابن تيمية تجاه المعرفة الفلسفية اذ يطرح مجموعة من التساؤلات التي يمكن ان تشكل مدخلا جديدا للمعالجات السالفة لفكر ابن تيمية الفلسفي ويؤشر الى احكام وقواعد حاكم فيها ابن تيمية الفلسفة اليونانية والاسلامية حيث يبرز في اكثر من موضع حدة ابن تيمية في رفضه للمنطق والفلسفة اليونانية (الاغريقية) والاسباب والضرورات التاريخية والاجتماعية والسياسية التي الحت عليه اتخاذ تلك الاحكام والمواقف.



توزعت فصول الكتاب على خمسة محاور هي :



سؤال الفلسفة والدين، الدين بوصفه قاعدة للحكم على المنتوج الفلسفي، محاكمة المنطق الفلسفي اليوناني، محاكمة الفلسفة الاسلامية، والمحاكمة من النص الى التاريخ، وفيها يبين الكتاب ان الفلسفة الاسلامية التي شكلت علامة انفتاح وازدهار حضاري الا انها تعرضت الى قسوة النقد من جانب العديد من الفقهاء والعلماء.



ويوضح الكتاب ان ابن تيمية في نقده للفلسفة الاسلامية واليونانية معا، انطلق من من منظور ديني ولا يدعي المؤلف ان الكتاب الاحاطة بفكر ابن تيمية بقدر ما هو الا واحدة من القراءات التي تعالج فقط المحاكمة النصية للفلسفة لدى ابن تيمية ويضعها في سياق تاريخي مثلما يؤكد على ان خطاب ابن تيمية لديه وجوه وظواهر ودلالات معرفية تاخذ بمقام العقل الذي يحتل مساحة واسعة لديه على الرغم من قوله بألوية النص على العقل.