2013م - 1444هـ
هذا الكتاب .. عرض لما يعتبر من أخطر الموضوعات وأدقها وأكثرها حساسية، ذلك أن العلم الشرعي، يشكل مرجعية الأمة، ودرعها الواقية من الذوبان؛ ومصدر خيريتها، وسبيل نهوضها، لأنه علم بناء الذات. والكتاب يمكن أن يعتبر مشروع ورقة عمل تستدعي الحوار والمناقشة والإغناء في المؤسسات العلمية والمعاهد والندوات، ليتحول الكلام عن أهمية التطوير للبحث في التطوير نفسه، ولئن جاء هذا البحث متأخرا، بعض الشيء إلا أنه يبقى أولوية شرعية ونهضوية. فالتعليم الشرعي محله بناء الإنسان، وسيلة التغيير وهدفه، والارتقاء بخصائصه وصفاته وتقويم سلوكه، بينما العلوم التجريبية محلها وسائل الإنسان، والارتقاء بأشيائه؛ فالتعليم الشرعي، يبقى السبيل لتغيير الإنسان ذلك أن انتظار النهوض من خارج المرجعية الشرعية مضيعة للوقت؛ لذلك يممن التأريخ للتراجع الحضاري، في حياة المسلمين، من خلال تراجع التعليم الشرعي، وخروجه من ساحة الفاعلية. وما لم تقم نهضة لفقه الشرع، وفهم العصر، وإبصار حركة العالم، فسوف ينعزل التعليم الشرعي شيئا فشيئا، يضعف تأثيره، مهما ازداد عدد المؤسسات والجامعات.