2012م - 1444هـ






يتناول هذا الكتاب في جزئيه تراجم مشاهير الشرق من الرجال في السياسة والعلم الذين عاشوا في القرن التاسع عشر، وقد توسع المؤلف في المراد من لفظ الشرق، حيث أورد بالكتاب من خَبِرَهُم من مشاهير رجال فارس والهند والصين واليابان، كما أضاف رجالًا غربيين عاشوا في الشرق معظم حياتهم مثل؛ سليمان باشا الفرنسي، والدكتور كلوت بك، والدكتور فنديك. هذا بالإضافة إلى مشاهير بلاد المسلمين في المغرب.



يمثل كتاب تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر أهمية خاصة لدى باحثي التراجم والأعلام؛ حيث يندرج كتاب تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر ضمن نطاق مؤلفات التراجم وما يرتبط بها من فروع الفكر الاجتماعي والثقافة.



يمثل جرجي زيدان مدرسة مستقلة متميزة في أبحاثه التاريخية والأدبية وفي ترجماته لأعلام المجتمعات.



وهو أبى في كل ما كتب، إلا أن يكون: موسوعي النزعة، عالمي الاتجاه، إنساني المشاعر.



وفي كتبه جميعاً نجده دائماً يميل إلى التوسع والشمول، وبتوسعه وشمول مباحثه يبقى محافظاً على نبل العلم ونزاهة الحقيقة، فلا يميل لمبدأ دون آخر، أو يتعصب لإنسان دون غيره. ومثل هذه الصفات الضرورية للبحث ندر أن تمتع بها كاملة مؤرخ أو دارس للمجتمعات، أو لحياة أعلام الناس.



أما مشاعر الإنسانية المرهفة فهي تغمر جميع مباحثه، حتى أننا لنجده كمن يبحث عن معالم الخير في المجتمعات ولدى الأعلام، ليبرزها ويعظ بها، أو كمن يتقصى مساقط الشر ومهاوي الظلم والجور، ليشير لنا إلى النهاية التي يصلها كل شر وظلم وجور.



وهذا الكتاب هو فلذة من زيدان الكبير الذي كتب "تاريخ التمدن الإسلامي" و"تاريخ آداب اللغة العربية" وفيه تتجلى شخصيته الفذة على أكمل ما يمكن أن تتجلى شخصية باحث إنسان في اللغة العربية...