2012م - 1444هـ
نبذه عن الكتاب:

بذلت وتبذل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ومن خلفهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية حفظهم الله جميعًا. الشيء الكثير لإنجاح موسم الحج سنويًا مما يفوق الوصف والحصر والتحديد ففي كل عام نجد أمامنا منجزات تقنية وتنظيمية وأمنية أعدت لتذليل أي صعوبة يمكن أن يواجهها الحجيج مهما كانت احتمالات حدوث ذلك، كما نجد أيضًا حلولًا مبتكرة لأي تجربة مرت بها الأجهزة المختصة أو الحجيج في المواسم السابقة. وبهذه المناسبة الشريفة لي رسالة تذكير إلى ساكني الحرم. وأخص أهلها وشبابها فأقول: أنتم في هذا المكان تمثلون الشاب المسلم، وتمثل مجتمع هذه البلاد وتمثل دولة مسلمة طالما تلهف الجميع إلى رؤية شبابها ورجالها. فعليك بالحرص على المظهر الإسلامي في زيك وملبسك وحديثك وتعاملك ببشاشة مع ضيوف الرحمن (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) واجعل الفرح موصولًا لهؤلاء الذين قدموا ليروا شباب هذه البلاد. وهم خير شباب، وخير خلف لخير سلف. ولا تكن ذلك الآخر الذي لم يرفع لأمته رأسًا. همه السباب والشتام وتضييع العمل. فأثر المعاصي على وجهه، وشؤم المعصية يحيط به. فأنت تمثل دينًا ودولة وشبابًا. إنها أعظم مسؤولية. إذًا هم وفود الرحمن قد أقبلوا من كل حدب وصوب. ما نؤمله منك أكثر مما كتب، وما نرجوه أكبر. فعليك بهذه الفرصة التي بين يديك، فجدد الإخلاص والنية لله عز وجل. واسع إلى عملك، وكن ذلك الشاب الذي تقر به الأعين وتهنأ به النفوس. ولا تدع هذه المناسبة العظيمة تفوت عليك فربما في العام القادم لن ترى وجهًا لحاج. فكم من زملائك في العام الماضي لم نرهم هذا العام قد غيبهم الموت أو أبعدهم المرض أو أخذتهم الدنيا في دروب أخرى. فضل مكة عظيم، ولهذا ينبغي أن نعي هذا، وأن نعلم أننا في بلد الله الحرام الذي جعله محرمًا إلى قيام الساعة، وأن تكون أعمالنا موافقة لأمر الله وشرعه، وأن نحسن العمل؛ لأن الأجر مضاعف فيها، وأن نشعر الأهل والأبناء بمكانة هذا البلد، وما ينبغي أن يكون عليه أهله، فإن الذين يقدمون من خارج هذه البلاد ينظرون إليكم، أنكم القدوة والأسوة، فأنتم في نظرهم جيران البيت وأبناء السلف الصالح من هذه الأمة، والحق أن هذه مسؤولية عظيمة، فلا نقصر في الاهتمام بها أو رعايتها الرعاية الحقة، أليس من الجدير بأهل مكة أن يكونوا أحق بخدمة الحجيج وإرشادهم ومساعدتهم، فإن الله سائلكم عما منّ به عليكم من مجاورتكم لبيته وإغداقه النعم عليكم من الأمن والأمان والإطعام والخير الكثير، فلا تبخلوا على ضيوف الرحمن بشيء.

عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي

دروس وفتاوى الحج

اسس الحج والعمرة

مظاهر الرحمة في حجة النبي صلى الله عليه وسلم