2010م - 1444هـ
شبهات حول الزلازل والبراكين والكوارث



تأليف

عقيل بن عبد الله العقيل

رئيس قسم الباحثين في الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء

5/6/1431هـ









بسم الله الرحمن الرحيم



شبهات حول الزلازل والبراكين والكوارث

------------------------------------------

أصحاب الشبهات يقولون : إنها آثار وتكوينات طبيعية ، تنشأ من تكون أسباب معروفة مقدرة محسوبة ، ينتج عنها أحداث تظهر في مواقع مختلفة من الأرض ، لهذا فلا دخل لها بالبشر من حيث طاعتهم ومعصيتهم لله ، وبذلك فلا علاقة لها بالدين ؛ وإلا ؛؛؛ ويثيرون الشبهات التالية ، يلبسون بها على الجاهل ، وأما العالم فيعجب من ضعف عقولهم وضعف إيمانهم بالله وضحالة تفكيرهم ؟؟



الشبهة الأولى : ــ لماذا تقع على المسلمين؟؟ ولماذا لم تقع الزلازل والبراكين على الكفار فقط ؟؟

الشبهة الثانية: ــ لماذا تقع في البحار وعلى الكائنات البحرية والبرية وهي غير مكلفة ؟؟؟

ومن هذه الشبهات يخلصون إلى فرية أعظم وهي :

أن الزلازل والبراكين والأمطار المدمرة هي آثار تكوينات طبيعية تقع في أي مكان بحسب الأسباب الطبيعية، ولا علاقة لها بالدين، وليست بتدبير الله وقدرته وعلمه مرسلة منه بسبب ذنوب العباد ومعاصيهم !!!.



فأقول وبالله التوفيق : إن سبب نشوء هذه الشبهات ، هو ما يلي :

1ــ الجهل بالخالق سبحانه وتعالى.

2ــ الجهل بالمخلوق : الأرض ، الإنسان.

3ــ الجهل بمعنى الحياة الدنيا في هذه الأرض .

4- الجهل بالحياة الآخرة.

5ــ الجهل بحكمة الله فيما يدبره في هذه الأرض .



وسأتحدث عن الشبهات ثم عن أسباب نشوئها وتكونها في أذهان بعض الناس.

وقبل البدء أضع أصولاً نتفق عليها نحن المسلمين لا يختلف معنا بها إلا الكفار ؛



الأصل الأول : أننا نؤمن أن الله هو الخالق المدبر لهذا الكون وما فيه .

الأصل الثاني : أن جميع المخلوقات ملك لله يتصرف في ملكه كيف يشاء .

الأصل الثالث : أنه لا يحدث شيء في ملك الله إلا بإرادته سبحانه وتعالى .

الأصل الرابع : أن الله جعل الحياة الدنيا دار عمل واختبار والآخرة دار حساب وجزاء .

الأصل الخامس : أن الله جعل الناس في هذه الأرض فريقين : مؤمن بالله طائع ممتثل لأوامره مجتنب لنواهيه ، وفريق : كافر بالله محاد له مكذب لرسله .

الأصل السادس : أن الله لم يترك الناس هملاً في الحياة الدنيا بل أرسل لهم رسلاً وشرع لهم شرائع وديناً يلتزمون به ويعرفون به ربهم ، ولأي شيء خلقهم وإلى أين يذهب بهم بعد موتهم .