2010م - 1444هـ
هذه رؤيتي لمحمد بن راشد المكتوم



المدينة التي تحولت من بلد صغير انتشرت فيه المجاعات وقت الكساد الناتج من تحول العالم من اللؤلؤ الطبيعي إلي اللؤلؤ الصناعي، وتوقف التجارة التي كانت دبي مركزا لها.. تحولت دبي فعلا شكلا ومضمونا إلي اجمل دول العالم حيث فاقت جمالا وروعة ومباني وبنية مدينة لوس انجلوس التي كانت الولايات المتحدة الامريكية تنافس بها اجمل مدن العالم.



وأكثر من ذلك فإن الشيخ محمد يطالب دبي التي يحكمها ويقودها كجزء عزيزمن دولة الإمارات، بأن تكون مركزا عالميا للامتياز والإبداع والريادة، وأن تكون المدينة العالمية الاولي للتجارة والمال والاستثمار والسياحة في القرن الواحد والعشرين طالما لديهم القدرة والإمكانيات علي توفير الهياكل والخدمات والبيئة التي تمكنها من القيام بهذا الدور الحيوي الكبير.



إن العالم كله اليوم يتحدث عن »برج خليفة« الذي تم افتتاحه في يناير الماضي ليصبح أعلي بناء علي الكرة الأرضية بلا استثناء، حيث يبلغ عدد طوابقه 164 طابقاً وتبلغ سرعة المصاعد فية 40 كيلومتراً في الساعة، ويمكن ان تقطع المسافة من اول دور إلي آخر دور في دقيقتين، كما يضم أعلي حمام سباحة في العالم بالدور السادس والسبعين، ويضم أعلي مكان للصلاة في الدور 158، وتكفي أعمدة الصلب المستخدمة فيه لتغطية ربع محيط الكرة الأرضية، كما يكفي الأسمنت الذي تم وضعه في بنائه لإنشاء رصيف طوله 2065 كيلومتراً.



قد عدد الكتاب ست عشرة صفة يتعين ان تصاحب كل قائد دولة او حكومة او حتي مؤسسة، لكي ينجح في قيادته، ولا شك ان الشيخ محمد يعمل بها لانها في خاطره وهو حاكم دبي وقائدها الحالي وابن قائدها الاسبق ـ وقد اخترت أهم هذه الصفات.. فيما يلي:



1ـ ان يعلي مصالح الشعب ويبلور تطلعاته ويستجيب لحاجته ويصيغ المعادلة او المعادلات التي تضمن تحقيق ذلك من خلال رؤية او مجموعة رؤي ذات اهداف واضحة ووضع الجدول الزمني المحدد لتنفيذ كل واحدة منها، ومتابعة كل مراحل التنفيذ.



2ـ ان يأخذ القرار الذي يتصف بالعمق القيادي والذي يعكس هدف الرؤية، وان يكون مستعدا لأخذ القرارات الصعبة والاقتناع بان عليه احيانا ان يتخذ قراره فرديا عندما لا يوافقه القريبون منه، ليس لانه بعيد عن الناس، بل لانه المرجع النهائي في القرار النهائي.



3ـ أن يتحمل المسئولية ويقوم بها علي اكمل وجه، فهذه صفة من اكثر الصفات التصاقا بالقائد وهي ان يواحه الاخطاء بشجاعة ويعتبرها اخطاءه، اما النجاح كله فيرجع للفريق ـ فالقائد الفعلي من يواجه المسئولية لا من يتهرب منها، إنه يتمتع بها ويبحث عنها ويؤمن بها ويتحمل تبعاتها كاملة.



4ـ ان يقدم الآخرين علي نفسه او ان يضعهم معه: هذا قول نطقه سهل وفعله صعب، فجميعنا بشر، وفي البشر انانيون كثيرون يفتقدون إلي قوة القائد الحقيقي وتواضعه، فيضعون انفسهم قبل الجميع: لكي لا تظهر نواقصهم.



5ـ ان يشاور ويحاور، وقد حض الله المؤمنين علي التشاور إذ قال تعالي »وشاورهم في الأمر«، وإن كان بعض القادة ينأون عن التشاور، غير أنه يعزز قوة القائد ويدعم رأيه ويزيد احترام مرؤوسيه له، لأن احدا لا يعرف أين توجد الفكرة الكبيرة ولا يمكن الحكم علي الناس من مظهرهم أو مرتبتهم.



6ـ المعرفة وسداد الرأي، فمن شروط سداد الرأي توافر المعرفة لذا يجب علي القائد أن يعرف كيف يقوم بعمله وان تكون لديه القوة الذاتية والقوة البدنية لإنجاز ذلك.



7ـ الولاء والإخلاص: إخلاص المرؤوسين للقائد مهم لكن الاهم منه إخلاص القائد للمرؤوسين وثقتهم بالقائد مهمة لكن الاهم منها ثقة القائد بالمرؤوسين



8ـ القدوة: القائد رمز المجتمع وقدوة شبابه والناجح من القادة من يكون قدوة حسنة لمرؤوسيه فكيف يتوقع القائد منهم الالتزام إن لم يكن هو أول الملتزمين