2010م - 1444هـ
حاول الكتاب، أن يعطي القارئ معلومة منظمة يستوعبها، خاصة إن كان يريد التعرف على جوهر الاستراتيجية، وليس الدندنة حولها، أما الجمهور المستهدف فعموم الناشطين في محاولة دفع مشروع النهضة في الأمة للأمام، وهم شرائح كثيرة بعضها في سدة اتخاذ القرار، وبعضها في منطقة وسط تطمح أن تستكمل أدواتها القيادية لفهم واقعها، ومن ثم إحسان التعامل معه.

ولا ندعي أننا سنوفي هذا الموضوع الشائق حقه، فهو أوسع من أن يحيط به كتاب، ولكن حسبنا أنا جمعنا له كل ما توافر لدينا من مادة، ووضعنا فيه خبرة ربع قرن في مجال الفكر الاستراتيجي، قراءة وممارسة وتطبيقاً. وحاولنا تبسيط الموضوع وإزالة ما يشغب على أصل الفكرة كما هو عهدنا في سلسلة القادة، ورغم أن بعض التكرار في الكتاب يمكن تلمسه، لكنه ضروري لإلقاء الضوء على جوانب مختلفة من الفكرة، نعتقد أن شرحها يقتضي تكرار بعض المفاهيم.

وسنحاول أن نسلط الضوء على موضوع الاستراتيجية في رحلتنا مع هذا الكتاب، وسنتناوله من عدة زوايا حتى يمكن تبين أهمية الموضوع، واستيضاح معالمه بالقدر الذي وصلت إليه الدراسات في هذا المجال، ثم سنتبع ذلك بملحق عن أهم مدارس التفكير الاستراتيجي، حتى يلم القارئ بمدى التنوع الذي تشكله الدراسات الاستراتيجية. إن كل كتاب يفتح للإنسان نافذة جديدة للنظر للحياة يستحق أن يقرأ، ونرجو أن يفتح هذا الكتاب نوافذ جديدة، ويضيف فكرة إلى مخزون الأفكار الحية. ونسأل الله أن يتقبل منا هذا العمل وأن ينفع به قارئه.