2010م - 1444هـ
ماذا يحدث عندما يبدأ الخيال العلمي في التحول إلى واقع في ساحة المعركة؟ إننا على عتبات تحول هائل في التقنية العسكرية. وستكون له تأثيراته ليس فقط على كيفية خوض الحروب، بل كذلك على السياسة والاقتصاد والقوانين والأخلاقيات التي تحيط بالحرب نفسها.

هناك أكثر من 12 ألف منظومة روبوتية مستخدمة في العراق الآن، والطيارون الجالسون في نيفادا يقتلون عن بعد "الإرهابيين" في أفغانستان، والعلماء يناقشون درجة الذكاء والدموية التي ستبرمج بها اختراعاتهم الروبوتية، وهناك الكثير، من أشهر مؤلفي قصص الخيال العلمي، يقدمون بهدوء خدمات استشارية للبنتاجون بشأن الجيل القادم من الأسلحة الروبوتية.

ومن خلال مزج الدلائل التاريخية بلقاءات مع تشكيلة مذهلة من الشخصيات، يبين المؤلف أنه مع تكاثر تلك التقنيات سيكون لها تأثيرات عميقة في خطوط الجبهة، وكذلك في السياسة على أرض الوطن؛ ذلك أن انتزاع العنصر البشري من ميدان القتال سيجعل بدء الحروب أسهل، وخوضها أكثر تعقيدا. نعم، إن الاستعاضة عن الأفراد بالآلات قد ينقذ بعض الأرواح، ولكنه سيساهم في نفض الحواجز الأخلاقية والنفسية

أمام القتل. وستتلاشى "أخلاق المحارب"، التي لطالما حددت هوية الجنود، وستذوب معها قوانين الحرب التي نظمت الصراعات العسكرية لأجيال.

ومن باب المفارقة، فإن تلك التقنيات ستجلب الحرب إلى عقر دار من () فمع شروع الدول الأخرى، وحتى الإرهابيين، في بنــاء أو شراء أسلحتهم الخاصة، فإن هذه الثورة يمكن أن تقوض أيضا التفوق العسكري الأمريكي.