2008م - 1444هـ


بين دى كاسترى أنه لا يكتب فى الإسلام عن هوى، ولا يقصد إلى تمجيد الإسلام تمجيداً يخرج عن الحد، وإنما يقصد إلى فهم صحيح للإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم، مع علمه بأنه عمل شاق، وموقف حرج، بسبب ما ترسخ فى أذهان الغربيين من صورة نمطية عن الإسلام وأهله.



وفى هذا الكتاب أقوال منصفة، صدرت من قلم أراد الحقيقة المجردة، فوفق كثيراً لبلوغها، وجاءت عبارات من الصدق، نحب أن نبرزها هنا، منها قوله فى فضل الإسلام.



"إن المسحيين أيام الحروب الصليبية، ما دخلوا بلاداً إلا وأعملوا السيف فى يهودها ومسلميها، وذلك يؤيد أن اليهود إنما وجدوا مجيراً وملجأ فى الإسلام، فإن كانت لهم باقية حتى الآن، فالفضل فيها راجع لمحاسنة المسلمين ولين جانبهم".



"لو لم يكن للإسلام من فائدة، إلا تحويل عبدة الأصنام من وثنيين إلى موحدين، وترقية أخلاقهم وملكاتهم، لكفى بذلك داعياً إلى معاملته بسياسة التلطف والاعتدال".



وقال رداً على من زعم أن الإسلام انتشر بالسيف والإكراه:

"ولو كان دين محمد صلى الله عليه وسلم انتشر بالعنف والإجبار، للزم أن يقف سيره بانقضاء فتوحات المسلمين، مع إننا لا نزال نرى القرآن يبسط جناحيه فى جميع أرجاء المسكونة".

"يتحقق أن الدين الإسلامى لم ينتشر بالعنف والقوة، بل الأقرب للصواب أن يقال: إن كثرة مسألة المسلمين، ولين جانبهم، كانا سبباً فى سقوط المملكة العربية (فى الأندلس).