2022م - 1444هـ
"اتقن القواعد كمحترف، حتى تتمكن من كسرها كفنان"، كلمات موجزة قالها "بابلو بيكاسو" ذات يوم، لتكون نهجًا يقتضي به كل أولئك الحالمين بتخليد أسمائهم في عالم العبقرية والإبداع، ولا شك أن كل الذين ساروا في درب التفرد قد اهتدوا بنفس البوصلة دون اتفاق، حتى وإن لم يقرأوا جملة بيكاسو العظيمة، أو ولدوا في عصور سبقت مجيئه، وهو الأمر نفسه الذي أرى أن "أمير عزب" قد طبقه في ذلك العمل بالفطرة، وليس التعمد!

بين دفتي هذا الكتاب، مزيج جميل من فن المجموعة القصصية المعروف، وفن المتتالية أو المتوالية القصصية الذي لا يعرفه الكثيرون، وتدور أحداثه في زمان ومكان واحد، بطرق مترابطة ربطًا غير مباشر، فاختار "أمير" أن يتمرد ويصنع قالبًا جديدًا بين هذا وذاك، زيّنه بتكنينك سينمائي، وكأنه يسرد بالكاميرا لا القلم، ليُحيلنا مع كلمة النهاية إلى حالة لن يفهمها إلا من شاركني في متعة القراءة لتلك الحكايات، التي تدور جميعها في فلك القدر بكل ما يحمله من مفارقات وغرائب وألغاز، ويا لها من كلمة قد نتمكن من قرائتها بكل سهولة، لكننا أبدًا لن نستطيع احتواء معانيها ودلالتها اللا نهائية.