2018م - 1444هـ
في زماننا الحالي اصبحنا نرى مسلمون لا يعرفون من القرآن إلا اسمه وشكله ومعلومات -قل شذرات إن شئت- سطحية وشاردة عن هذا الكتاب العظيم الذي لم ينزّل إلا رحمة للعالمين ،فقد أثمرت عمليات التجهيل التي تُمارس على أمة الإسلام ،وكان لأعظم كتاب في الكون نصيب كبير من هذا التجهيل.



ابتعد أهل القرآن عن قرآنهم ،ودستور حياتهم ،وأعظم أسباب فلاحهم في الدنيا والآخرة ،وتمكينهم في الأرض ،وسبيل نصرهم على الأعداء ،وفي وسط هذا الظلام الحالك ظل أهل الحق يتلمسون الطريق إلى هذا الوحي ويتعطشون لمعرفته والأخذ من علومه التي لا تنفد وهداياته التي لا تنتهي!



لأجل هؤلاء قام المؤلف بكتابة هذا الكتاب حيث يقول إن الحاجة دعت إلى كتابة العلم لأهل العصر باللغة التي تناسبهم وبالأسلوب الذي لا يجدون معه وحشه ،فجاء هذا الكتاب لتقريب علوم القرآن لأهل الحاضر ،وحاول المؤلف أن يشارك في تقريب القارئ للمشروع الحقيقي للأمة الإسلامية ألا وهو (تلاوة القرآن) حيث إن هذا المشروع هو ذاته المقصد الرئيسي من البعثة النبوية ،ونقصد بالتلاوة ،التلاوة الحقيقية ،أي تلاوة اللفظ والمعنى ،التي قال عنها المؤلف: "هي تلاوة المعنى واتباعه تصديقا بخبره وائتمارًا بأمره وانتهاءً عن نهيه.."



جعل المؤلف معلومات كتابه على هيئة سؤال وجواب ،فمثلًا يضع السؤال الرئيسي: (ما المراد بالقراءات؟) ثم يبدأ يجيب عن هذا السؤال بصياغة كتابية سلسلة وقريبة إلى الأذهان ،وقد سمّى كتابه (بالدليل إلى القرآن) رجاءً منه في أن يسهم في تقريب المفاهيم التي ينبغي معرفتها عن كتاب الله إلى عمـوم الناس ،كافرهم ومؤمنهم ،كبيرهم وصغيرهم ،الذكر منهم والأنثى.