2017م - 1444هـ
تعدُّ تربية نحل العسل إحدى المهن الزراعية المهمة في كثير من دول العالم، حيث وصلت إلى درجة عالية من التقدم في أساليب معاملة الطوائف من أجل الحصول على عائد اقتصادي مجزٍ، غير أن هناك قطاعاً كبيراً من النحالين في المملكة العربية السعودية لا يزالون يعتمدون على استخدام الخلايا البلدية، التي تعوق تنوع الإنتاج من طوائف النحل.

وعلى الرغم من أن تربية النحل في المملكة نالت اهتماماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وأن عائد تربية النحل أعلى بصفة عامة في الاستثمار من باقي فروع الزراعة، إلا أن كثيراً من مربي النحل، خصوصاً المبتدئين منهم يجهلون كثيراً عن كيفية التعامل مع طوائفهم. وتحظى المملكة العربية السعودية بوجود سلالة نحل محلية Apis mellifera jemenatica متأقلمة تحت الظروف البيئية السائدة في شبه الجزيرة العربية، ولها القدرة الكبيرة على مقاومة كثير من الأمراض التي تصيب طوائف النحل المستورد، غير أن تلك السلالة تحتاج إلى برامج تربية وانتخاب لرفع الانتاجية عما هي عليه حالياً. ومع تزايد انتشار الأمراض نتيجة لاستيراد آلاف الطرود سنوياً من الخارج، وحتى في صورة نحل مرزوم، فإن نسبة الإصابة بالأمراض تتزايد عاماً بعد عام. من أجل هذا، فإننا في محاولة للتصدي لهذه المشكلة التي تكبد النحالين مبالغ طائلة نتيجة موت مجموعة كبيرة من الطوائف متأثرة بالأمراض التي تصيبها، أعددنا هذا الكتاب للتعريف بالأمراض المصاحبة لطوائف نحل العسل، وكيفية تشخيصها، ثم كيفية علاجها، حتى يمكن توفير المعلومات لكثير من النحالين لمواجهة الأمراض التي تصيب طوائف نحل العسل قبل تفاقم الإصابة، كما يجب على المملكة العربية السعودية عند استيراد طرود النحل من الخارج التأكد من خلوها من أمراض النحل عامة، ومن مرض تعفن الحضنة وطفيل الفاروا خصوصاً، وأن يكون الاستيراد عن طريق جهات مسؤولة وتحت إشرافها ،لضمان سلامة تلك الطرود من الأمراض.