2012م - 1444هـ
نبذة عن الكتاب :



إن الاهتمام بالنشاط المعرفي للإنسان كان مدار بحث عبر عصور التاريخ منذ أيام أفلاطون وأرسطو حتى عصرنا الحاضر، لا بل يعتقد الكثير من علماء النفس أن علم النفس قد ولد معرفياً من حيث القضايا التي تناولها عند استقلاله. ويبحث علم النفس المعرفي في العمليات المعرفية المختلفة كالانتباه والإدراك والتذكر والتخزين والتفكير وحل المشكلات وغيرها، من حيث وظائفها، وطبيعتها، وأسلوب عملها، لتتكامل معا في نظام معرفي معقد، حاول العلماء على مر العصور فهمه وتبسيطه لمساعدة الناس على فهم بعضهم البعض، وتوجيه عمليات التعلم والإنجاز، لا بل مساعدتهم في جميع مجالات الحياة المختلفة. لقد ميز الله تعالى الإنسان على بقية الكائنات الحية التي خلقها بقدرات معرفية متطورة، ولغة بشرية خص بها الإنسان وحده، ليضع أمامه تحديا آخر ليفهم أخاه الإنسان من حيث طرق تفكيره واتخاذه لقراراته، وليساعدنا على تنمية قدراته إلى أقصى مستوى ممكن.







يلاحظ المراقب لاتجاهات علم النفس المعاصرة أن الاتجاه المعرفى أصبح من أقوى هذه الاتجاهات ، وأنه أصبح بمثابة الحلقة التى تنصهر من خلالها الاتجاهات الأخرى ، وارتبط البحث فى علم النفس المعرفى باتجاه معالجة المعلومات ، وذلك من خلال النظر إلى العمليات المعرفية كعمليات منظمة ومتسلسلة وفق نظم معالجة محددة للمعلومات ، كما هو الحال فى علم الحاسوب ، مما سمح بولادة علم الذكاء الاصطناعى الذى يسعى إلى تطوير أجهزة قادرة على ممارسة بعض النشاطات المعرفية بنفس أسلوب الإنسان وطريقته فى التعامل مع المعلومات..

ويأتى هذا الكتاب "علم النفس المعرفى - النظرية والتطبيق" محاولة من الدكتور "عدنان يوسف العتوم" لاستعراض أكبر عدد ممكن من الموضوعات المعاصرة فى علم النفس المعرفى ، وقد لجأ "العتوم" فى كتابه هذا إلى عدد كبير من أمهات الكتب المتخصصة والحديثة ، كما أنه كان حريصاً على تبسيط المفاهيم ، وعرض الصور ، والأشكال ، التى تساعد على شرح هذه المفاهيم بطريقة وأسلوب سهل شيق من أجل الإلمام بقضايا هذا الموضوع..