2012م - 1444هـ
الفكر الإبداعي، والتعبير الفني: ما هي قيمة تلك العمليات والمُنتجات على الأطفال والأسر، وعلى المُجتمعات بصورة أكبر؟ لماذا ينبغي على المُعلمين أن يُراعوا هذه الأمور في الوقت الذي يكون فيه الحديث عن المعايير الأكاديمية، ومسؤوليات المُعلمين، وجنيُ الرتب العالمية على الإختبارات مُسيطرا على المشهد التربوي؟ وكما سيُناقشُ هذا الكتاب، فإن القدرة على التفكير بطرق إنتاجية وإبداعية هي مهارة للبقاء في العالم الذي نغرقُ يوميا بمعلوماته. في الماضي، كان الشخص المُتعلم يفتخر بمعارفه حول العديد من الأشياء، أو بمعرفته بأشياء قليلة إلا أنها جيدة إلى حد معقول، أما الآن، فإن المعرفة لا تكفي، فالوصول الفوري إلى المعلومات جعل معرفتها سهلة نسبيا، أو على الأقل سريعة الإكتشاف بصورة عملية وحول أي موضوع، وفي الحقيقة، إن استمرت ثورة المعلومات وتقدم التكنولوجيا الصناعية، سيكون لدى الأطفال الذين نعمل معهم في الوقت الحالي حاجة أقل لإعادة تكرار المحتوى الرئيسي الذي يُميز التعليم المبكر وتعليم المرحلة الأساسية التقليدي.



يحتاج قُراء هذا الكتاب إلى النظر حولهم ليُشاهدوا التغيرات الدراماتيكية على توقعاتهم من الأطفال والمعلمين وطلبة التربية في الجامعات. إن الأطفال المُعاصرين يغرقون في عالم من الصور العابرة وأنظمة الرموز المُتعددة، ولا تقتصرُ تحدياتهم على المُفاوضة حول التعقيدات مع ازدياد الفوضى. يتوقعُ المُدرسون المُعاصرون من التدريس الهادف إلى الفهم زيادة رقمية في المُؤشرات الوطنية والمحلية ومُؤشرات الولاية، ورفع سمعة بلادهم فيما يخص التميز الأكاديمي، وتُواجهُ كُليات وجامعات اليوم تحديات لإبراز إنجازات مُعلميهم ليس للمعارف التربوية فحسب وإنما للقدرات الإحترافية/ التطبيقية لمعلمي الطفولة المُبكرة أو المرحلة الأساسية، وفي كافة هذه المجموعات، الرسالة ثابتة وهي: هدف أعلى، وتحصيل أكثر، ومُساهمة بعيدة المدى في المُجتمع، وحين يكون الضغط حاصلا، يكون هناك ميل إلى الإهمال أو التجاهل الكامل، أو عدم الثقة بالأشياء التي تُعد الأكثر أهمية في إعداد الطلبة ومُعلميهم، ونُؤكدُ هنا بأن التفكير الإبداعي هام للبقاء والإزدهار في مُستقبل مُقلق.



إن رؤيتنا في هذا الكتاب هي أن يُسهم في تهيئة المُمارسين في ميدان الطفولة المُبكرة ومرحلة التعليم الأساسي لمُواجهة الصور النمطية التي تتسبب في الحد من انتشار مُساهمات تفكير الأطفال الإبداعي، ويُزود زملائنا المُختصين وعامة الناس بمعلومات حول الإبداع والفنون ويُؤثر على المدارس والمجتمعات كي يُقابلوا العمليات الإبداعية والمُنتجات الفنية الخاصة بالاطفال بتقدير واحترام جديدين