2011م - 1444هـ




أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن أبي بكر القُضاعي، ويعرف بابن الأبَّار، مؤرخ وأديب وسياسي أندلسي (1198 - 1259)، مؤرخ من قبيلة قضاعة التي استوطنت أُنْدة في ضواحي بلنسية.



تلقى العلم في بلنسية على أبي عبدالله بن نوح، وأبي جعفر الحصَّار، وابن واجب، وأبي الحسن بن خَيْرة، وأبي سليمان بن حَوْط، وغيرهم.. واتصل بأبي الربيع بن سالم أكبر محدِّث في عصره، ولزمه قرابة عشرين عامًا، وهو الذي علَّم ابن الأبَّار صناعة الكتابة، وحبب إليه إتمام كتاب الصلة لابن بشكوال.



وقد جمع ابن الأبَّار ثقافة عصره وقيل: إنه أكمل كتاب ابن بشكوال (الصلة)، الذي أكمل به الأخير كتاب ابن الفرضي (تاريخ الأندلس)، وكذلك ألف (المعجم) في تراجم أهل الأندلس والمغرب.





ويقول دوزى: "إن ذلك المؤرخ الصادق كان يؤلف وتحت يده وثائقُ على أكبر جانب من الأهمية، وهو يمتاز بملكة نقادة صحيحة قوية، ويمتاز - إلى جانب ذلك - بعاطفة جياشة تذكِّرنا بفحولة العرب القدماء، وأسلوبهم في الحياة والإحساس، وهو شيء نادر بين معاصريه من المصنفين".



فيه نحو 2188 ترجمة لأعيان الأندلس، وعلمائها، وشعرائها، يتخللها كثير من النبذ التاريخية الهامة، وضعه إجابة لطلب أستاذه "أبي الربيع بن سالم" كبير علماء الشرق الأندلسي يومئذ، وأريد به أن يكون تكملة "الصلة لابن بشكوال" السالف، وقد انتهى من وضعه سنة 636هـ، وبقي ينقِّحه ويزيد فيه إلى ما قبل وفاته بعامين،



والناظر في كتابه يرى أنه يُعنى فيه - عناية خاصة - بعلماء شرقي الأندلس وأحداثه التاريخية، وهي المنطقة التي ولد فيها، وسلخ فيه شبابه، يقول المستشرق الإسباني "بالنثيا": "ربما كان ابن الأبار المؤرخ أكبر مصنف لمعاجم الرجال أطلعه الأندلس".