الموقع الأكبر لتحميل الكتب مجانا



معلومات الكتاب
احفظ الله يحفظك
المؤلف : محمد الدبيسي

التصنيف : إسلامية متنوعة

  مرات المشاهدة : 208

  مرات التحميل : 208

تقييم الكتاب



نشر الكتاب



تفاصيل عن كتاب احفظ الله يحفظك
2010م - 1444هـ
عَنْ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كنت خلف النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يوماً، فَقَالَ: "يَا غُلامُ، إنِّي أعلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَألْتَ فَاسأَلِ الله، وإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللهِ، وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبهُ اللهُ لَكَ، وَإِن اجتَمَعُوا عَلَى أنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحفُ"[2].



المفردات:



قوله: (كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم) يحتمل أنه راكب معه، ويحتمل أنه كان يمشي خلفه، وأيًّا كان فالمهم أنه وصاه بهذه الوصايا العظيمة.



قوله: (يا غلام) بضم الميم، لأنه نكره مقصودة بالنداء، وهو الصبي حين يفطم إلى تسع سنين، وسنه إذ ذلك كانت نحو عشر سنين.



قوله: (إني أعلمك كلمات) قال ذلك من أجل أن ينتبه لها.



الكلمة الأولى: قوله: (احفظ الله) يعني احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وجواب الأمر "احفظ الله يحفظك"[5].



قوله: (يحفظك) في دينك وأهلك ومالك ونفسك، لأن الله سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانهم، وعُلم من هذا أن من لم يحفظ الله فإنه لا يستحق أن يحفظه الله عز وجل، وفي هذا الترغيب على حفظ حدود الله عز وجل.



الكلمة الثانية: قال: (احفظ الله تجده اتجاهك) أي تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه.



الكلمة الثالثة: قوله: (إذا سألت فاسأل الله) إذا سألت حاجة فلا تسأل إلا الله عز وجل ولا تسأل المخلوق شيئاً، وإذا قُدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه، فاعلم أنه سبب من الأسباب، وأن المسبب هو الله عز وجل، فاعتمد على الله تعالى.



الكلمة الرابعة: قوله: (وإذا استعنت فاستعن بالله) فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا تطلب إلا من الله، لأنه هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وهو يعينك إذا شاء وإذا أخلصت الاستعانة وتوكلت عليه أعانك، وإذا استعنت بمخلوقٍ فيما قدر عليه فاعتقد أنه سبب، وأن الله هو الذي سخره لك.



الكلمة الخامسة: قوله: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك) إن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة، لأنه هو الذي كتبه له، وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله تعالى ونعلم، أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عز وجل.



الكلمة السادسة: قوله: (وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك، فارض بقضاء الله وبقدره ولا حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك.



الكلمة السابعة: قوله: (رفعت الأقلام وجفت الصحف) يعني أن ما كتبه الله تعالى قد انتهى فالأقلام رفعت والصحف جفت ولا تبديل لكلمات الله[6].



شرح الحديث:



(1) أفرده ابن قدامة الحنبلي بتصنيف مفرد اسمه: نور الاقتباس من مشكاة وَصِيَّة النَّبِي صلى الله عليه وسلم لابْنِ عَبَّاس[7].



(2) اشتمل على وصايا جليلة.



(3) من جوامع كلمه فقد جمعت سائر أحكام الشريعة قليلها وكثيرها.



هذا وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس أهلا للوصية مع صغره، فوصاه بهذه الوصية النافعة، وأمره بأن يكون مطيعاً لربك مؤتمراً بأوامره منتهياً عن نواهيه، وأن يعمل له بالطاعة ولا يراه في مخالفته فإنك تجده تجاهك في الشدائد، ثم أرشده إلى التوكل على مولاه، وأن لا يتخذ إليها سواه ولا يتعلق بغيره في جميع أموره ما قل منها وما كثر، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك)، وكذلك في الضر، وهذا هو الإيمان بالقدر، والإيمان به واجب خيره وشره، ثم أكد أيضاً ذلك بقوله" (رفعت الأقلام وجفت الصحف)[8].





الأشياء التي ينبغي أن يحفظها العبد:



(1) الأيمان، قال الله عز وجل: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ ﴾ [المائدة: 89].



فإن الأيمان يقع الناس فيها كثيراً، ويهمل كثير منهم ما يجب بها، فلا يحفظه، ولا يلتزمه.



(2) حفظ الرأس والبطن. قال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُوْلاً ﴾ [الإسراء: 36].



(3) حفظ البطن من إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب[9].



حفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان:



أحدهما: حفظه له في مصالح دنياه، كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله، قال الله عز وجل: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11].



النوع الثاني من الحفظ، وهو أشرف النوعين: حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه، فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرمة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه على الإيمان.



وفي الجملة، فإن الله عز وجل يحفظ على المؤمن الحافظ لحدود دينه، ويحول بينه وبين ما يفسد عليه دينه بأنواع من الحفظ، وقد لا يشعر العبد ببعضها، وقد يكون كارها له، كما قال في حق يوسف عليه السلام: ﴿ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 24][10].



ومن حفظ الله حفظه الله، ووجده أمامه أينما توجه، ومن كان الله حافظه وأمامه فممن يخاف ولمن يحذر السبب...



حول هذه المعاني الجليلة يدور موضوع هذا الكتاب الثمين..





قراءة اونلاين لكتاب احفظ الله يحفظك

يمكنك الاستمتاع بقراءة كتاب احفظ الله يحفظك اونلاين وعلى الموقع الخاص بنا من خلال الضغط على زر قراءة بالاسفل

من خلال صفحة القراءة اونلاين

تحميل كتاب احفظ الله يحفظك

كتاب احفظ الله يحفظك يمكنك تحميله من خلال الدخول الى صفحه التحميل من

صفحة تحميل كتاب احفظ الله يحفظك PDF

او يمكنك التحميل المباشر من خلال الضغط


الابلاغ


يمكنك الابلاغ عن الكتاب بناء على احد الاسباب التاليه
1 - الابلاغ بخصوص حقوق النشر والطباعه
2 - رابط مشاهد او تحميل لا يعمل
وستقوم الادارة بالمراجعه و اتخاذ الاجراءات اللازمه , وفي حالة وجود اي استفسار اخر يمكنك الاتصال بنا