2019م - 1444هـ
إرم العهد الحديث
رواية
يوسف حسين
اسكرايب للنشر والتوزيع
تنصَّتَتِ الشياطينُ لصراخِ الشرِّ في حناجرِ المذنبين، في النهار خصوصاً حين يلهثُ الطيبونَ وراءَ لُقمِة عيشِهم، يُنبتُ القلقُ على وجوهِ المذبذبين وينفجرُّ الخوفُ داخلَهم مثل قنبلةٍ حاقدةٍ، منذُ صدرَ حكمُ المحكمة على الجاسوسِ "جون" لم يستطع العميدُ مصطفى أن يهنأَ بنومِه وكأن هذا الرجلَ هو ذنبه الأعظمُ الذي يُؤرِّقه ليلَ نهار، ويقف حارساً عند جفنيه مانعاً النومَ أن يقتربَ، حتى أنَّ العميدَ أضحى يُقدِمُ على فعلِ أيِّ شيءٍ كي لا يغتاله القلقُ، وتفضحَ الأسرارُ نفسَها وتُوزَّعَ الاعترافاتُ عليه لِيُفتضَحَ أمرُه، الأمرُ بات معقداً جداً، كلَّ ساعةٍ تمرُّ والرجلُ على قيدِ الحياةِ تنقضي من عمر العميد، كأنه قادمٌ على الإعدامِ بنفسِه، حياتُه أصبحت معلقةً برحيلِ هذا الرجلِ عن عالمنِا، أصبح في صراعٍ دائمٍ مع النفس، تهزمُه تارةً ويعقِدُ هُدنةً معها تارةً أخرى، حتى زفَّ إليه جلالٌ خبرَ تصديقِ رئيسِ الجمهوريةِ على حكمِ إعدامِ الجاسوس، لم تسعه الدنيا من الفرحِ..! فقفز عالياً عدَّةَ مراتٍ كطفلٍ صغيرٍ زفَّ إليه والدُه خبرَ نجاحِه في الابتدائية، وهرول نحو الزنزانةِ آمرَاً السجَّانَ أن يفتحها ثم دلفَ وخلفه جلالٌ ليريا السجين مضطجعاً على جنبه الأيمنِ في زاويةٍ الزنزانة، فَـهَمَّ به جلالٌ وركلَه بقدمه قائلاً بتوبيخ: انهض يا حقير..
يمكنك الاستمتاع بقراءة كتاب
رواية إرم العهد الحديث
اونلاين وعلى الموقع الخاص بنا من خلال الضغط على زر قراءة بالاسفل
كتاب
رواية إرم العهد الحديث
يمكنك تحميله من خلال الدخول الى صفحه التحميل من