2017م - 1444هـ


يقول المؤلف: هذه أضابير مسطورة انطوت على قدر من مختارات الحكم، والسوانح والعبارات التي سال ها مداد قلبي وعقلي: في مواطن متفارقة، وأماكن متباينة، وأزمان متنائية ، وقد رأى فيها بعض أهل العلم والفضل خيرأ فاقترحوا أن أنشرها؛ فتلبث وتريثث، وأحجم عن ذلك، إلى أن جدد الطلب إلي الفاضل المكرم أبو عمار الأزهر عيساوي؛ واستأذنني في تجميع مشتها، وتنضيد منها: فأذن بذلك رجاء أن بنبط منها نفع لمنتفع، أو خير لمستخير،



وقد شفعها بشروح موجزة : دمث بعض متصلهاء وتفكك بعض مستغلقها وهي -كما ستبصرون - لم ترتبط بموضوع مفرد، ولم تعتلق بمناط محدد، بل جاءت حلقاتها وفقراتها متزيله بعضها عن بعض، على المستوى المعنوي، والمستوى اللفظي، لكنها لم تخرج بمجموعها عن ساحات الحكمة .



والنصح ، والاعتبار ولست أسبك نفسي بين أهل الحكمة وأربابها ، إني إذا قد هدز سبأ ، وطرث شكيرة. ولا سيما أن كثيرة من مادة هذا الكتاب كنت قلتها وقت الطلب في المرحلة الجامعية، ومما علي قوله هنا: إنني إن خفي سريرتي عن غيري، فإني لست بغافل عما لا تعلمون ولولا أن بعض الفضلاء أشاروا وألوا علي : لإخراج هذا العمل ، ما كنت من الفاعلين، فإني لست ممن جرسه الدهر، ولا حتکه الزمان، ولا أنا من أرباب البصيرة. لكن الشأن -كما قل يوما:



وإني إن تحاسن الظنون

فلست ببالغ ما تأملونا



وأحسني أقول الخير

محضأ فأقصر دونه أو تكملونا