2015م - 1444هـ
إن التعليم في أي مكان وزمان له أهميته الكبرى في تقدم المجتمعات ورقيها؛ لذا فإن كافة المجتمعات سواء المتقدمة أم النامية تولى اهتماما كبيرا لقضية التعليم وتطويره وتجويده حتى يكون التعليم مواكبا ومسايرا لطبيعة التغيرات المتسارعة كنتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي خاصة في عصرنا الحاضر. وسوف يظل التعليم يمثل _ إلى حد كبير _ إشكالية هامة ورئيسة لكل المجتمعات المتقدمة والنامية معا الإسلامية أم غير الإسلامية على حد سواء نتيجة لما تواجهه كافة المجتمعات من تحديات حاضرة قد يعجز التعليم عن مواجهتها بطريقة شاملة. ولعل _ الواقع الراهن _ لظروف وطبيعة المجتمعات الإسلامية في وقتنا الحاضر تجعلنا نشعر بقصور التعليم وعجزه عن مواجهة متطلبات عصرنا الحاضر بصورة تكاد تكون ظاهرة للعيان في كافة الإشكاليات التي تواجه العالم الإسلامي خاصة سمة التخلف العلمي والتقني الذى يكاد يكون سمة ظاهرة لكثير من المجتمعات الإسلامية؛ وقد يكون ذلك التخلف العلمي ناشئا من قصور التعليم كعامل رئيسي وهام من عوامل تخلف المجتمعات، و قد يكون ذلك القصور سببا أو نتيجة لعديد من الإشكاليات التي تعانى منها المجتمعات الإسلامية في وقتنا الحاضر وذلك لتعدد أبعاد إشكالية التعليم وتنوع مصادره ومؤسساته.



لذلك شعر _ الباحث _ بضرورة اجراء دراسة تحليلية تستهدف التعرف على واقع إشكالية التعليم في ضوء علاقتها بإشكاليات المجتمع في أبعادها المتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية...إلخ، كما تتناول تلك الدراسة التحليلية ما سوف تكون عليه إشكالية التعليم في ضوء التحديات التي يواجهها العالم العربي والإسلامي في المستقبل القريب أو البعيد، وفى ضوء المجهودات المبذولة في الوقت الحاضر بالعالم العربي والإسلامي بغرض إصلاح التعليم يناقش الباحث الدور المفقود والغائب للتعرف على الطريق الصحيح لإصلاح التعليم حيث مازال رغم كل تلك المجهودات لإصلاح التعليم إلا أن التعليم في العالم العربي والإسلامي ما زال إشكالية بل تتزايد إشكالية التعليم في الوقت الحاضر حدة وخطورة، في ضوء ذلك يتوصل الباحث إلى عدد من التوصيات والمتطلبات قد تسهم في تقليل حدة إشكالية التعليم بالعالم العربي والإسلامي.