2014م - 1444هـ
هذا الكتاب يعتبر إحدى المحاولات الجادة في الدعوة إلى إحياء روح الاجتهاد والتجديد، ووضع أوعية شرعية لكيفية التعامل مع الحياة، والمساهمة فيها والاضطلاع بالدور الرسالي المنوط بالأمة. وحيث إن المسألة التعليمية هي محور التجديد والاجتهاد والنهوض، فإن إعادة النظر في السياسات والمواد التعليمية والمناهج ومراجعتها، في ضوء قيم الوحي، والنظر إلى مدى أدائها، من خلال الواقع، والتمييز بين الوسائل وبين المقاصد، وتطور العلوم والمعارف والتحديات من حولها .... إن إعادة النظر والمراجعة والاجتهاد والتجديد هو سبيل الخروج من وهدة التخلف. فإذا كانت معارف الوحي تمتلك الإمكان الحضاري، وإن حسن التعامل معها هو موطن النهوض، فإن الاجتهاد والتجديد هو السبيل لتنزيلها على حياة الناس .. إن ولوج عتبة الاجتهاد والتجديد ما يزال من الأماني، حيث إننا نتحدث عن أهمية الاجتهاد وضرورته، ونتكلم عن أهمية التقويم والمراجعة، بينما القوالب والتقاليد الجماعية تشكل عوائق ومخاوف من الإقدام عليه واقتحام العقبة. فالإحساس بأهمية القضية لا عني بالضرورة الإدراك لأبعادها وامتلاك القدرة على ممارستها، ويبقى أن الإحساس من الحواضن المهمة لقضية التجديد .. إننا ما نزال نفتقر إلى تأهيل أهل الاختصاص، الذين يقرأون الواقع ويكتشفون الحلول، لنرد إليهم أمر ما يحيط بنا من الأمن والخوف، ليشكلون الرؤى، ويبينون المسالك.