2013م - 1444هـ المسلم يمتاز عن غيره بإسلامه، ليس بجسده ولا ماله ولا صورته، وإنما تميزه الحقيقي بما يحمله في قلبه، والمسلم الذي يملأ الإيمان قلبه عند الله أشرف من كل من سواه، ممن لم يعمر الإيمان قلوبهم.
كما قال الله تعالى: (ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه إلى الله وهو محسن، واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلاً) (النساء:125) .
وعِلم المسلم بهذه الحقيقة يحميه من الضعف ومن الحزن، ولو كان وحده على هذا الطريق وكل الناس بخلافه؛ لأنه يعلم أن طريقه هو طريق الحق الذي ارتضاه الله للمؤمنين.
وأن إعراض الناس عنه لا يعني أن يبتعد عن طريق الحق أو أن يتخلف عن السير فيه، وأن تهافت الناس على الباطل لا يكسبه مميزات طريق الحق أبداً، و إن كثر السائرون فيه. قال تعالى
ولا َتِهنو ا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) (آل عمران:139).
والبيت المسلم كذلك هو أميز البيوت على وجه الأرض، وهو على الحق والرشد وإن خالفته كل البيوت، لأنه بيت يطيع أوامر الله، وما قام إلا ابتغاء مرضاة الله، لذلك فهو لا يضعف أمام ضغوط الحياة، ولا يقبل التنازل عن المبادئ الإيمانية مهما كانت المغريات ومهما كانت التحديات.
ومهما شعر هذا البيت بالغربة في وسط مجتمع بعيد عن القيم الإيمانية؛ فإنه يزداد تمسكاً بمنهاجه، وإصراراً على مبادئه، لأنه يعلم أنه على طريق الرشد، وصدق الشاعر إذ يقول:
قال لي صاحب أراك غريباً بين هذي الأنام دون خليلِ
قلت كلا بل الأنام غريبٌ أنا في عالمي وهذي سبيلي
يمكنك تحميله من خلال الدخول الى صفحه التحميل من
صفحة تحميل كتاب صفات البيت المسلم PDF
او يمكنك التحميل المباشر من خلال الضغط